مدخل إلى دراسة الشريعة الإسلامية - مدونة كلية الحقوق

مدخل إلى دراسة الشريعة الإسلامية




مـفـهـوم الـشـريـعـة : يقول ابن الفارس في المعنى الأصلي للفظ,شرع,الشين والراء والعين اصل واحد وهوشيء وهوشيء يفتح في امتداد يكون فيه.قال ابن منظور(فيقال اشرعت طريقا اذا انفذته وفتحته,ويقال شرع البعيرعنقه اذا مده ورفعه ,هذا هوالأصل ثم حمل عليه شيء يمد في رفعة وفي غير رفعة.ويطلقه العرب قبل الإسلام على مورد الماء الذي يقصد للشرب الموضع,أي الذي يتحدرالى الماء منه,كما في اللسان(مادة:شرع)يقال شرعت الإبل بمعنى وردت شريعة الماء.واستعملها العرب في الطريقة المستقيمة:لأن المعنى الأول فيه التماس للماء الذي هوأصل الحياة.والطريقةالمستقيمة هي سبيل الأقوام لكل خيرفيه صلاح النفوس وتقويم للعقول.يقال شرع له الأمرأي سنه وبين طريقته.وبهذا المعنى وظف هذا المطلح في نصوص الوحي فسمي ماجاء به الدين شريعة لأنه يقصد ويلجأ إليه.كما يلجأ الى الماء عند العطش.من هذه النصوص قوله صلى الله عليه وسلم(لكل جعانا منكم شرعة ومنهاجا)سورة المائدة اية48.قال الطبري(أي لكل قوم منكم جعلنا طريقا الى الحق يومه وسبيلا واضحا يعمل به).
 قال ابن العباس(اي سنة وسبيلا).وكذا قوله تعالى(ثم جعلناكم على شريعة من الأمرفاتبعها)سورة الجاثية اية18أي على طريقة وسنة ومنهاج.وقال ابن العباس(على هدى المروبينه).
وورد فعل شرع في مثل قوله تعالى(شرع لكم من الذين ماوصى به نوحا..)سورة الشورى اية133 وقوله عزمن قائل(ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين)ومعنى شرع في هذين النصين هوفتح لكم وعرفكم وأوضح وبين وسن الشريعة,وعلى هذا فالشريعة تقترن غالبا بالدين لذا تعرف اصطلاحا بـ(ماشرعه الله لعباده من الدين)وإن كان يتنازع تعريفها اتجاهان رئيسيان أحدهما يقتصرمفهومها على على الحكام العملية فقط دون غيرها وثانيهما يوسع من مفهومها ليشمل كاالأحكام التي شرعها الله لعباده في كل المجالات وقد اعتمد أصحاب التعريف الأول على تأويلهم للآ السابقة(لكل جعلنا منكم شرعه ومنهاجا)بمعنى أن كل(نبي من الأنبياء شريعة)وأن الذي يختلف بين رسائلهم(هوالأحكام العلمية) دون الإعتقادية والأخلاقية وبالتالي فالمقصود الأحكام فحسب,فهي التي تختلف بإختلاف الرسل وينسخ الللاحق منها السابق بينما الدين(وهذا هوالفارق بينهما) هوالأصول الثابتة التي لاتختلف بإختلاف الأنبياء لكن ماذهب اليه الفريق الأول ليس مسلما به,على اطلاقه,فالذي تختلف فيه رسالات الأنبياء هوبعض الشرلئع العلمية فقط وليس كلها,فهناك بعض(الشرائع العلمية)التي لم تتغيرمن رسالة إلى أخرى,فقوعدها العامة وبعض العبادات المهمة فيها متفقة مع بعضها(كالصلاة والزكاة مثلا) وأنها قد تتفق أيضا في بعض الأمور الجزئية,ولكنها تختلف في بعض التفاصيل كهيئة الصلاة مثلا,أوسترالعورة,أوبعض الأطعمة(المحللة والمحرمة).
 كما نجد لفظ شرع في القرآن الكريم أيضا استعمل)للأحكام الإعتقادية والأخلاقية)التي لاتختلف فيها الرسالات كما في قوله تعالى(شرع لكم من الدين ماوصى به نوحا والذي اوحينا اليك)سورة الشورى الأية13 وقد ورد عن قتادة أن الشريعة هي(من الفرائض والحدود والأمر والنهي) من هنا يتبين ان الشريعة هي مجمل الحكام الشرعية,منها ماكان متغيرمن رسالة الى أخرى وهي(بعض الأحكام العلمية) ومنها ماكان ثابتا ولم يتغير وهي الأحكام الإعتقادية ةالأخلاقية وجزء من(الأحكام العملية)دليله هوأية المائدة والثابث دليله هواية الشورى والشريعة الإسلامية نسبة الى الإسلام,أي الرسالة الخاتمة التي(نزلت على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم)وهي منظومة الأحكام الشرعية الواردة في(الوحي المعصوم) والمتعلقة بجميع جوانب حياة الإنسان,في علاقته بربه وفي علاقتة بنفسه وبالناس,وفي علاقته بالكون,وماتقتضيه كل علاقة من هذه العلاقات من أحكام.
مــفـهــوم الــفـقــه :
 الفقه لغة:هوالعلم بالشيء والفهم له,والفطنة فيه,ومنه قول الله تعالى على لسان موسى(واحلل عقدة من لساني يفقهوقولي)سورة طه الأية27ـ28أي يفهموقولي,ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم(من يرد الله به خيرا يفقه في الدين)متفق عليه,أي يفهمه الدين,وبعض العلماء يرى ان الفقه أخص من العلم قال الراغب الأصفهاني رحمه الله(الفقه هوالتواصل الى علم غائب بعلم شاهد فهوأخص من العلم)فهويطبق على الفهم الدقيق
ومنه قوله تعالى(قالوياشعيب مانفقه كثيرا مماتقول)سورة هود الأية911 وأما في الإصطلاح فهوالعلم بالأحكام الشرعية العلمية المستنبطة من الدلة التفصيلية المتفق عليها(الكتاب والسنة والإجماع والقياس)والمختلف فيها كشرع من قبلنا والمصلحة والمراسلة وعمل أهل المدينة وعمل الصحابي وقوله وسع الذرائع وفتحها والإستصحاب والإستحسن وغيرذلك..فالعلم المقصود في التعريف هوالإدراك الذي يتناول العلم والظن,العلم بمعنى الإدراك الجازم على سبيل اليقين والجزم والظن بمعنى ادراك لحكم من دليله على سبيل الرجحان كمايطلق الفقه على تلك الأحكام ذاتها.

                                                                        تتمة٠٠
            لتحميل الملخص كاملا   مدخل إلى دراسة الشريعة الإسلامية


يمكنك متابعتنا عبر التسجيل في قناتنا بالبريد الإلكتروني ليصلك جديد المحاضرات

              إن أعجبك الموضوع

إرسال تعليق

0 تعليقات